الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
80770 مشاهدة print word pdf
line-top
صفة اليدين

ص (وقوله تعالى بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة].


س 22 (أ) ماذا تدل عليه هذه الآية. (ب) وماذا ترد به تأويل من نفى هذه الصفة؟
ج 22 (أ) في الآية رد على اليهود الذين قالوا (يد الله مغلولة) ومرادهم وصفه تعالى بالبخل، فأخبر تعالى بسعة فضله وعطائه، وأنه ينفق كيف يشاء، وأن يديه مبسوطتان، أي بالعطاء والامتنان؟ ويد الله صفة من صفاته الذاتية التي لا تنفك عنه.
وقد دل على إثباتها الكتاب والسنة، كقوله تعالى مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص]، وقوله وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر]، وفى الحديث: يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة، وفيه أيضا: إن الله غرس جنة عدن بيده؛ وكتب التوراة بيده ونحو هذه الأدلة كثيرة، فيثبتها أهل السنة، مع نفي التشبيه كسائر الصفات.
(ب) وأنكر المعتزلة ونحوهم هذه الصفة، وفسروها بالنعمة أو القدرة، وهذا حمل لكلام الله وكلام رسوله على مجاز بعيد عن المتبادر إلى الأفهام، ولا يناسب ذلك جميع النصوص، ولا يقال: الله خلق آدم بقدرتين أو نعمتين، وعليه أيضا لا يكون لأدم مزية على سائر الخلق التي خلقت بقدرة الله.

line-bottom